لقد أعطى الله عزوجل
لكل فرد الحرية في اختيار المعتقد الذي يرغب فيه و يراه مناسبا للوصول به الى بر
الأمان و النجاة من هول النار أعاذنا الله و اياكم منها .
المتتبع أو القارئ
لهذه المقدمة قد تتبادر الى ذهنه فكرة أن هناك صراع ديانات ، حضارات أو عادات و
تقاليد ، لكن الأمر ليس كذلك و يا حبذا لو كان الاشكال يكمن هنا ، بل يتعداه الى
ما هو غير مرغوب فيه ألا و هو مصطلح
" التقليد الأعمى " ، فحديثنا لا يخرج عن نطاق المعتقدات و
الديانات، لكن نريد من خلال ذلك فقط أن
نفهم لماذا نحب ، نحبذ ، نرغب و نلح بشدة على تقليد غيرنا و تتبع خطاهم و لو حتى
دخلوا جحر ضب لدخلناه ( على الرغم من أنه أنتن مكان للحيوانات أكرمكم الله ) ، كما شبه ذلك الحبيب صلى الله عليه و
سلم.، لذا فقد اعتمدنا و ارتأينا على اضافة مصطلح " التقليد الأعمى "
أن حقيقة الأمر كذلك نظرا لابتعادنا كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف و
تقليدنا للغرب في كل صغيرة و كبيرة ، لكن للأسف لم ننل و لم نحصد سوى الأشياء
الدنيئة و القذرة أكرمكم الله .
فالغربيون و بغض
النظر عن دينهم و توجهاتهم استثمروا في العنصر البشري و بذلوا كل ما في وسعهم بغية
ارضائه و اقناعه فيما بعد بمبادئ أفكار
يعيش و يظل محافظا عليها و لن تغيره رياح التغيير .
أما نحن المسلمون فقد
كان جل اهتمامنا منصب و مركز على الترفيه ، التباهي و الافتخار فيما بيننا بكل
ماهو يحمل شعارات و عبارات لا ناقة لنا فيها و لا جمل مثل " made in France " .... و الى غير ذلك ، هذا فيما يخص الألبسة و
الروائح بكل أنواعها ، أما على مستوى
العلم و التكنولوجيا لم نرى يوما اختراعا مشرفا بل نكتفي بالركون في ذيل الترتيب
متحججين بذلك عن نقص الامكانيات و المعدات و نسينا بأن العقل البشري هو المحرك
الذي ينير الدرب اذا عرفنا أين نستغله .
...للأسف الشديد
أخذنا القشرة و تركنا اللب ، فأصبحنا نأكل مما لا نزرع و نلبس مما لا ننسج و قد
صدق في ذلك خير خلق الله صلى الله عليه و سلم و كان ذلك منذ أربعة عشر قرنا ،
فنصلي في الصف الأول بظاهر مسلم و بباطن مخالف لذلك حيث أن الجار لا يسئل عن حال
جاره ، نأكل في طاولة واحدة و لكن على طريقة الغرب كلا منا على حدا ، نحكم على كل
من نراه ملتزم بأنه معقد و انطوائي ، أما في مقابله نطلق كلمة متحضر و منفتح على
كل من يسلك سلوك أجنبي محض في لباسه ، في طريقة عيشه و كلامه
فالكثير منا أصبح
يخجل على أن يتحدث بعبارات و كلمات عربية فصحى
و هذا ما نلاحظه و نعيشه يوميا ، لأن اللغات الأجنبية وجدت من يروج لها و
يدعمها باعتبارها لغة العصر و نسوا لغة القرأن و لغة أهل الجنة .
بعد كل هذه التبعية
المفرطة التي قمنا باختصارها في نقاط يمكن أن نعيد طرح التساؤل من جديد يا ترى
ماهي ديانتنا ؟
Comments
Post a Comment