إنّ الحمد لله القائل في كتابه العزيز {ولتستبينَ سبيلُ المجرمينَ}، نحمده حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، تركنا على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك، ولا يتنكّبها إلاّ ضالّ هالك.
أمّا بعد :
فإنّ الحديث عن فرقة الخوارج هذه الأيّام هو حديث عن ماضٍ مؤلم، أضاعت فيه هذه الفرقة الطاغية من دماء الأبرياء وحياة الأتقياء وأموال المسلمين ما لا يُحصيه إلاّ الله سبحانه وتعالى، وصرفت الخلافة عن قتال أعداء الله والمسلمين إلى دفع شرورهم والتصدّي لهم وحالت دون الدعوة إلى الله سبحانه .
وهكذا حال أصحاب البدع والضلالات قديماً وحديثاً يستنفذون طاقات الأمّة، ويضيّعون جهودها بإخماد نار فتنتهم عمليّاً بتجييش الجيوش وعلميّاً بردود العلماء عليهم وبيان ضلالاتهم.
وأمّا حديثاً ففي هدر طاقات الشباب المسلم وتمزيق شملهم وهم أحوج ما يكونون للاجتماع والتصدّي لأعداء الله سبحانه وتعالى من المنصّرين والمنافقين وأصحاب الضلالات من الفرق المارقة عن الدين من بهائيين وقاديانيين وقوميين وقبوريين وغيرهم كثير .
ولهذا وذاك كان حقّاً على العلماء وتلاميذهم بذل الجهد الجهيد في بيان مروق هؤلاء وأولئك تطبيقاً لقوله تعالى { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا العلم لتبيننّه للناس ولا تكتمونه} .
تابع القراءة على الرابط التالي
Comments
Post a Comment